و«أمل» المُغتصَبة: وجدت بصيصاً في آخر النفق

عقدان من العذاب، قضتهما «أمل» في منزل أسرتها، وفي الشوارع، «مُشردة» و«مُنحرفة» أيضاً، لكنها أخيراً رأت بصيص أمل في آخر النفق، حين تقدمت إلى أحد برامج التأهيل المنتهية بالتوظيف، على أمل الحصول على فرصة «تخرجني من عالم الضياع الذي عشته طوال السنوات الماضية». تقيم أمل، وهو اسم اختارته لنفسها حين تحدثت لـ«الحياة»، في دار الرعاية الاجتماعية في الدمام. وتقول: «منذ كنت طفلة في الصف الثاني الابتدائي، تعرضت لضرب مستمر من والدتي، وكانت كل المسؤوليات تقع على عاتقي، لأن من هم أكبر مني كانوا ذكوراً، وكنا في تلك الفترة نسكن في الرياض، وكان والدي شديد العصبية، ومتقلب المزاج، ولم أكمل دراستي، فخرجت من المدرسة وأنا في الصف السادس الابتدائي، بسبب ظروف اجتماعية متتالية، وجلست في المنزل، وكان والدي متزوجاً من أخرى، ولديه منها أبناء، ما اضطر والدتي إلى طلب الطلاق». وتكمل «حين كنت في الصف الثالث الابتدائي، كانت المعلمة تحيلني إلى الإدارة باستمرار، بسبب آثار الضرب والدماء الموجودة في رأسي، وفي إحدى المرات بقيت في مستشفى الملك فهد في الرياض لمدة ستة أشهر، وفور خروجي من المستشفى تم منعي من الذهاب إلى المدرسة، بعد ان تأكدت الشرطة أن احد إخوتي هو مَن يضربني، وقد علقني في مروحة المجلس، ما أدى إلى إصابتي إصابات بالغة حينها».

لم تعد تلك الفتاة التي خرجت من منزل والدها هاربة، تفكر في العودة إليه ثانية، فهي تفضل البقاء في دار الرعاية. وتقول: «هربت من المنزل، بعد أن تعرضت للاغتصاب مرات عدة من أحد أقاربي، ومرة هربت مع صديقاتي، وكنت حاملاً، وبعد مضي ثلاثة أشهر، سلمت نفسي إلى الجهات الأمنية، التي استدعت والدي، وتم الحكم عليّ بالسجن لمدة أربعة أعوام، وكنت قد أنجبت طفلي، الذي كان نتيجة علاقات متعددة، وبعد الولادة قام مكتب الإشراف الاجتماعي بأخذ الطفل، لأنني غير صالحة لتربيته، ويبلغ عمره الآن عامين، ولا أعلم عنه شيئاً». وبعد مرور نحو 20 عاماً على رحلة العذاب، وشعورها بالذنب والتوبة عن كل ما سبق، تقول: «سأبدأ الآن تدريباً يؤهلني للحصول على وظيفة، من جانب إحدى الجهات، ضمن برنامج متكامل للتدريب، وأطمح أن أصبح فتاة ككل الفتيات السويات، واليوم أشعر بالمسؤولية، لذا سأصبح مسؤولة عن نفسي».